فصل: أبواب في الطواف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 أبواب في أول دخول مكة

  باب اللبس لدخول مكة

5460- عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم غير ثوبي الإحرام عند التنعيم حين دخل مكة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه كلام‏.‏

  باب رفع اليدين عند رؤية البيت وغير ذلك

5461- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن‏:‏ حين يفتتح الصلاة، وحين يدخل المسجد الحرام فينظر إلى البيت، وحين يقوم على الصفا، وحين يقوم على المروة، وحين يقف مع الناس عشية عرفة وبجمع والمقامين وحين يرمي الجمرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏رفع الأيدي إذا رأيت البيت‏"‏‏.‏ وفيه‏:‏ ‏"‏عند رمي الجمار وإذا أُقيمت الصلاة‏"‏‏.‏

وفي الإسناد الأول محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ وحديثه حسن إن شاء الله، وفي الثاني عطاء بن السائب وقد اختلط‏.‏

  باب ما يقول إذا نظر إلى البيت

5462- عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر إلى البيت قال‏:‏

‏"‏اللهم زد بيتك هذا تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبراً ومهابة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عاصم بن سليمان الكوزي وهو متروك‏.‏

  باب الدخول إلى المسجد الحرام من باب بني شيبة والخروج من غيره

5463- عن ابن عمر قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلنا معه من دار بني عبد مناف وهو الذي تسميه الناس‏:‏ باب بني شيبة وخرجنا معه إلى المدينة من باب الحرورة وهو باب الخياطين‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مروان بن أبي مروان قال السليماني‏:‏ فيه نظر، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

 أبواب في الطواف

  باب لا يطوف بالبيت عريان

5464- عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة‏:‏

‏"‏لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا

نفس مسلمة ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته والله بريء من المشركين ورسوله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فسار بها ثلاثاً ثم قال لعلي عليه السلام‏:‏ ‏"‏الحقه فرد علي أبا بكر وبلغها ‏[‏أنت‏]‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بكى‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله حدث في شيء‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت ألا يبلغه إلا أنا أو رجل مني‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

 بابان في الطواف

  باب في الطواف والرمل والاستلام

5465- عن نافع قال‏:‏ كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية فإذا انتهى إلى ذي طوى بات بها حتى يصبح ثم يصلي الغداة ويغتسل ويحدّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله‏.‏ ثم يدخل مكة ضحى فيأتي البيت فيستلم الحجر ويقول‏:‏ باسم الله والله أكبر‏.‏ ثم يرمل ثلاثة أطواف يمشي ما بين الركنين فإذا أتى على الحجر استلمه وكبر أربعة أطواف مشياً ثم يأتي المقام فيصلي ركعتين ثم يرجع إلى الحجر فيستلمه ثم يخرج إلى الصفا من الباب الأعظم فيقوم عليه فيكبر سبع مرات ثلاثاً يكبر ثم يقول‏:‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار عن هذا‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5466- وعن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر إلى الحجر‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح وثقه أحمد والنسائي وضعفه ابن معين وغيره‏.‏

5467- وعن ابن عباس قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حج عن الرمل فقال‏:‏

‏"‏إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه المفضل بن صدقة وهو ضعيف‏.‏

5468- وعن سهل بن حنيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اعتمر وكان في الطريق قال‏:‏

‏"‏لو أنا نظرنا إلى بعير سمين فنحرناه فأكلناه حتى يروا قوتنا‏"‏‏.‏ فقال عمر بن الخطاب‏:‏ يا رسول الله ادع بأزواد القوم ثم ادع فيها فإن الله سيبارك فيها ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا قدمتم فارملوا الثلاثة الأشواط‏.‏ ‏[‏الأول‏]‏ حتى تروا قوتكم‏"‏‏.‏ ويومئذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بشروا الناس أنه من قال‏:‏ لا إله إلا الله وجبت له الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام وقد وثق‏.‏

5469- وعن هلال بن زيد قال‏:‏ رأيت أنس بن مالك في السعي حول

البيت في الطواف الثلاثة يمشي ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود في الحج والعمرة‏.‏ ثم سمعت أنس بن مالك يقول‏:‏ هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه هلال بن زيد بن بولا وهو ضعيف‏.‏

5470- وعن علي أنه كان إذا استلم الحجر قال‏:‏ اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

5471- وعن نافع قال‏:‏ كان ابن عمر إذا استلم الحجر قال‏:‏ اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك وسنة نبيك‏.‏ ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5472- وعن يعلى بن أمية قال‏:‏ طفت مع عمر بن الخطاب فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم فقال‏:‏ أما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قلت‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فهل رأيته يستلمه‏؟‏ قلت‏:‏ قال‏:‏ فانفذ عنك فإن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏ ورواه من طريق آخر وفيه رجل لم يسم، رواه الطبراني في الأوسط‏.‏

5473- وعن يعلى قال‏:‏ طفت مع عثمان فاستلمنا الركن‏.‏ قال يعلى‏:‏ فكنت مما يلي البيت فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت بيده ليستلم قال‏:‏ ما شأنك‏؟‏ فقلت‏:‏ ألا تستلم‏؟‏ قال‏:‏ فقال‏:‏ ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قلت‏:‏

بلى‏.‏ قال‏:‏ ورأيته يستلم هذين الركنين الغربيين‏؟‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ أفليس لك فيه أسوة حسنة‏؟‏‏!‏ قلت‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فانفذ عنه‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى وله عند أبي يعلى إسنادان رجال أحدهما رجال الصحيح وفي إسناد أحمد راو لم يسم‏.‏

5474- وعن أبي الطفيل قال‏:‏ قدم معاوية وابن عباس فاستلم ابن عباس الأركان كلها فقال له معاوية‏:‏ إنما استلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الركنين اليمانيين‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ ليس من أركانه شيء مهجور‏.‏

قال شعبة‏:‏ الناس يختلفون في هذا الحديث‏.‏ يقولون‏:‏ معاوية هو الذي قال ليس شيء من البيت مهجور‏.‏ ولكنه حفظه من قتادة‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5475- وعن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه سمع أباه يقول لابن عمر‏:‏ ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين‏:‏ الحجر الأسود والركن اليماني‏؟‏ فقال ابن عمر‏:‏ إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن استلامهما يحط الخطايا‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وسمعته يقول‏:‏ ‏"‏من طاف أسبوعاً يحصيه وصلى ركعتين كان له كعدل رقبة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وسمعته يقول‏:‏ ‏"‏ما رفع رجل قدماً ولا وضعها إلا كتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى ابن ماجة بعضه‏.‏

رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط‏.‏

5476- وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏

‏"‏يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وهلل وكبر‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه راو لم يسم‏.‏

5477- وعن أبي يعفور العبدي قال‏:‏ سمعت رجلاً منصرف الحجاج عن مكة يقول‏:‏ إن عمر كان يزاحم على الركن‏.‏

فذكر نحوه مرسلاً فإن هذا أبا يعفور الصغير ولم يدرك الصحابة والله أعلم‏.‏

5478- وعن عامر بن ربيعة قال‏:‏ لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم من الأركان إلا الركن اليماني والأسود‏.‏

رواه البزار وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف‏.‏

5479- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كيف فعلت في استلام الركنين‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ كل ذلك قد فعلت استلمت وتركت‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏أصبت‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الصغير متصلاً، ورواه البزار والطبراني - أيضاً - في

الكبير مرسلاً ورجال المرسل رجال الصحيح وشيخ البزار في المرفوع أحمد بن محمد بن سعيد الأنماطي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

5480- وعن ابن عمر قال‏:‏ رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر وسجد عليه ثم عاد فقبله وسجد عليه ثم قال‏:‏ هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع‏.‏

رواه أبو يعلى بإسنادين وفي أحدهما جعفر بن محمد المخزومي وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه البزار من الطريق الجيد‏.‏

5481- وعن ابن عباس قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الركن ‏[‏اليماني‏]‏ ويضع خده عليه‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف‏.‏

5482- وعن سعد بن طارق عن أبيه قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت فإذا ازدحم الناس على الحجر استلمه بمحجن بيده‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن قدامة قال البخاري‏:‏ فيه نظر، وبقية رجاله ثقات‏.‏

5483- وعن زيد بن جبير أن رجلاً ذكر لابن عمر الحجر ومسحه يحال بيني وبينه فلا نستطيع أن نمسحه‏؟‏ فقال عبد الله‏:‏ كنا نقرعه بالعصي إذا لم نستطع مسحه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير بأسانيد وبعضها رجاله ثقات‏.‏

5484- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ طوفوا بهذا البيت واستلموا هذا الحجر فإنهما كانا حجرين أهبطا من الجنة فرفع أحدهما وسيرفع الآخر فإن لم يكن كما قلت فمن مر بقبري فليقل‏:‏ هذا قبر عبد الله بن عمرو الكذاب‏.‏

5485- وفي رواية‏:‏ عن عبد الله بن عمرو أيضاً قال‏:‏ نزل جبريل عليه السلام بهذا الحجر من الجنة فتمتعوا به فإنكم لا تزالون بخير مادام بين أظهركم فإنه يوشك أن يأتي فيرجع به من حيث جاء به‏.‏

رواه كله الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب فضل الحجر الأسود

5486- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط وزاد‏:‏ ‏"‏يشهد لمن استلمه بالحق وهو يمين الله عز وجل يصافح بها خلقه‏"‏‏.‏

وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ، وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

5487- وعن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أشهدوا هذا الحجر خيراً فإنه يوم القيامة شافع مشفع له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوليد بن عباد وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات‏.‏

5488- وعن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الحجر الأسود من حجارة الجنة‏"‏‏.‏

رواه البزار و الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن إبراهيم العبدي وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف‏.‏

5489- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يبعث الله الحجر الأسود والركن اليماني يوم القيامة ولهما عينان ولسان وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير من طريق بكر بن محمد القرشي عن الحارث بن غسان وكلاهما لم أعرفه‏.‏

5490- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الحجر الأسود من حجارة الجنة وما في الأرض من الجنة غيره وكان أبيض كالمها ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برأ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام‏.‏

5491- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والأثمة لاستشفى به من كان به داء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم‏.‏

5492- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والأئمة لاستشفى به من به كل عاهة ولألفي اليوم كهيئته يوم خلقه الله وإنما غيره بالسواد لئلا ينظر أهل النار إلى زينة الجنة وليصبرن إليها وإنها لياقوتة من ياقوت الجنة وضعه الله حين أنزل آدم في موضع الكعبة ‏[‏قبل أن تكون الكعبة‏]‏ والأرض يومئذ طاهرة ولم يعمل فيها شيء من المعاصي وليس لها أهل ينجسونها فوضع له صف من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض وسكانها يومئذ الجن لا ينبغي لهم أن ينظروا إليه لأنه شيء من الجنة ‏[‏ومن نظر إلى شيء من الجنة دخلها فليس ينبغي أن ينظر إليها إلا من وجبت له الجنة‏]‏ والملائكة يذودونهم عنه وهم وقوف على أطراف الحرم يقذفون به من كل جانب ولذلك سمي الحرم لأنهم يحلون فيما بينهم وبينه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه ولا له ذكر‏.‏

5493- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ نزل الركن الأسود من السماء فوضع على أبي قبيس كأنه مهاة بيضاء فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد إبراهيم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

  باب الطواف راكباً

5494- عن قدامة بن عبد الله قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة يستلم الركن بمحجنه‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف البيت على ناقة يستلم الركن بمحجنه‏.‏ ورجاله موثقون وفي بعضهم كلام لا يضر‏.‏

5495- وعن ابن عمر قال‏:‏ طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته يوم فتح مكة يستلم الأركان بمحجن كان معه‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف وقد وثق فيما رواه عن غير عبد الله بن دينار وهذا منها‏.‏

5496- وعن أبي رافع قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه‏.‏

رواه البزار وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني وثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ‏.‏ وضعفه الناس‏.‏

5497- وعن عبد الله بن حنظلة قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف البيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه‏.‏

رواه البزار وفيه اثنان لم أجد من ترجمهما‏.‏

5498- وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن عبد الرحمن عن أبي مالك الأشجعي ولم أعرف محمد بن عبد الرحمن‏.‏

5499- وعن عائشة قالت‏:‏ طاف النبي صلى الله عليه وسلم على بعير يوم الفتح معه المحجن يستلم الركن به كراهة أن يضرب الناس عنه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب الطواف في النعل

5500- عن عامر بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت فانقطع شسع نعله فأخرج رجل شسعاً من نعله فذهب يشده في نعل النبي صلى الله عليه وسلم فانتزعها وقال‏:‏

‏"‏هذه أثرة ولا أحب الأثرة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف‏.‏

  باب الرجز في الطواف

5501- عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجته بالبيت على ناقته الجدعاء وعبد الله بن أم مكتوم آخذ بخطامها يرتجز‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح خلا ذكر ابن أم مكتوم ورجزه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

5502- وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال‏:‏ رأيت عبد الرحمن بن عوف

يطوف بالبيت وهو يحدو عليه خفان فقال له عمر‏:‏ ما أدري أيهما أعجب حداؤك حول البيت أو طوافك في خفيك‏؟‏ قال‏:‏ قد فعلت هذا على عهد من هو خير منك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعب ذلك علي‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف‏.‏

  باب الطواف في الثوب

5503- عن نسير بن ذعلوق قال‏:‏ رأيت ابن الزبير يطوف في مرط له‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

  باب فيمن طاف ولم يلغ

5504- عن محمد بن المنكدر عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من طاف بالبيت أسبوعاً لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

  باب أوقات الطواف

5505- عن أبي الزبير قال‏:‏ سألت جابراً عن الطواف بالكعبة فقال‏:‏ كنا نطوف فنمسح الركن‏:‏ الفاتحة والخاتمة ولم نكن نطوف بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب‏.‏

وقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏تطلع الشمس في قرن الشيطان‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وقد حسنوا حديثه‏.‏

5506- وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً يطوف بهذا البيت أي ساعة من ليل أو نهار ويصلي‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، قال البزار‏:‏ هكذا حدثناه أبو موسى - يعني‏:‏ الزمن - سنة ثمان وأربعين في دار بني عمير ‏[‏ثم إنه حدث به مرة أخرى، فقال‏:‏ حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي الزبير، ولم يقل‏:‏ عن جابر‏.‏ وهو الصواب من حديث أيوب وإنما سبقه لسانه عندنا‏]‏ وإنما يعرف عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم‏.‏

5507- وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏‏[‏يا بني عبد مناف‏]‏ لا أعرفنكم ما منعتم أحداً يطوف بهذا البيت ساعة من ليل أو نهار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير من طريق عمران بن محمد بن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد فإن كان عبد الكريم هو الجزري فرجاله ثقات وإن كان هو ابن أبي المخارق فالحديث ضعيف‏.‏

5508- وعن عمرو بن دينار قال‏:‏ رأيت ابن عمر طاف بعد العصر أسبوعاً ثم صلى ركعتين ثم قال‏:‏ إنما تكره عند طلوع الشمس لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الشمس تطلع بين قرني شيطان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون‏.‏

5509- وعن أبي شعبة قال‏:‏ رأيت الحسن والحسين طافا بعد العصر وصليا ركعتين‏.‏

رواه الطبراني في الكبير‏.‏ وأبو شعبة هذا هو البكري كما ذكره المزي ولم أجد من ترجمه‏.‏

5510- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏طوفان يغفر لصاحبهما ذنوبه بالغة ما بلغت‏:‏ طواف بعد صلاة الصبح يكون فراغه عند طلوع الشمس وطواف بعد العصر يكون فراغه عند غروب الشمس‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله إن كان قبل ذلك أو بعده‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يلحق به‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك‏.‏

  باب الاستسقاء في الطواف

5511- عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت فاستسقى وهو يطوف‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم‏.‏

  باب طواف القارن

5512- عن جابر وابن عمر وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطف - هو وأصحابه - لعمرتهم وحجتهم إلا طوافاً واحداً‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس‏.‏

5513- وعن أبي هريرة أنه اختلف هو وزيد بن ثابت في القران‏.‏

رواه البزار وفيه عثمان بن عطاء وهو ضعيف‏.‏

 بابان في الطواف

  باب فيمن طاف أكثر من أسبوع

5514- عن سعد بن مالك قال‏:‏ طفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا من طاف سبعاً ومنا من طاف ثمانياً ومنا من طاف أكثر من ذلك‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا حرج‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وحديثه حسن‏.‏

  باب فيمن جمع أسابيع

5515- عن أبي هريرة قال‏:‏ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفجر ثم قرأ ست ركعات يلتفت في كل ركعتين يميناً وشمالاً فظننا أنه لكل أسبوع ركعتين‏.‏ ‏[‏ولم يسلّم‏]‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه عبد السلام بن أبي الجنوب وهو متروك‏.‏

  باب في الملتزم

5516- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما بين الركن والمقام ملتزم ما يدعو به صاحب عاهة إلا برأ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك‏.‏

5517- وعن المغيرة بن أبي حكيم قال‏:‏ بينما نحن مع عبد الله بن سعد بن حيثمة جلوس إذ جاء رجل فطاف بالبيت فركع ركعتين بفناء البيت فلما فرغ قام فالتزم البيت فلما رآه قال‏:‏ هذا ما أحدثتم لم نكن نفعله‏.‏ ثم قال‏:‏ ما رضي حتى يضربها باسته‏.‏ ثم جاء رجل فلما بلغ باب المسجد رفع يديه فاستقبل

البيت كأنه يدعو فقال‏:‏ هذا ما أحدثتم لم نكن نفعله‏.‏ فسألت عبد الله بن سعد‏:‏ هل شهدت بدراً‏؟‏ قال‏:‏ نعم والعقبة مع أبي‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون‏.‏

 بابان في الحجر

  باب الطواف من وراء الحِجر

5518- عن ابن عباس قال‏:‏ ما طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء إلا وهو من البيت‏.‏

رواه أبو يعلى وإسناده حسن‏.‏

  باب الحِجر من البيت

5519- عن عائشة أنها قالت‏:‏ ما أبالي صليت في الحجر أو في البيت‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من هذا بعد إن شاء الله‏.‏

  باب ما جاء في السعي

5520- عن علي بن أبي طالب أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كاشفاً عن ثوبه حتى بلغ ركبتيه‏.‏

رواه عبد الله بن أحمد والبزار ورجاله ثقات‏.‏

5521- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مشى عاماً وسعى عاماً‏.‏

رواه البزار وفيه سعيد بن بشير وفيه كلام‏.‏

5522- وعن حبيبة بنت أبي تجراة قالت‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى أرى ركبتيه من شدة السعي يدور به إزاره وهو يقول‏:‏

‏"‏اسعوا فإن الله عز وجل كتب عليكم السعي‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وقال‏:‏ ولقد رأيته من شدة السعي يدور الإزار حول بطنه وفخذيه حتى رأيت بياض فخذيه‏.‏ وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ‏.‏ وضعفه غيره‏.‏

5523- وعن صفية بنت شيبة أن امرأة أخبرتها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة يقول‏:‏

‏"‏كتب عليكم السعي فاسعوا‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف‏.‏

5524- وعن تملك قالت‏:‏ نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في غرفة لي بين الصفا والمروة وهو يقول‏:‏ ‏"‏إن الله عز وجل كتب عليكم السعي فاسعوا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه المثنى بن الصباح وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة‏.‏

5525- وعن أم ولد شيبة أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة ويقول‏:‏

‏"‏لا يقطع إلا بطح إلا شداً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5526- وعن صفية بنت شيبة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اسعوا فإن الله عز وجل كتب عليكم السعي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه المثنى بن الصباح وثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة‏.‏

5527- وعن ابن عباس قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه المفضل بن صدقة وهو متروك‏.‏

5528- وعن علقمة قال‏:‏ قام عبد الله على الصفا عند صدع فيه فقال‏:‏ ههنا - والذي لا إله إلا هو - مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن الوليد ولم أجد من ترجمه‏.‏

5529- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المسجد إلى الصفا من باب بني مخزوم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن عبد الله أبو القاسم العمري قال أحمد‏:‏ كان كذاباً‏.‏

5530- وعن ابن عباس قال‏:‏ قالت الأنصار‏:‏ إن السعي بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية‏.‏ فأنزل الله عز وجل‏:‏ ‏{‏إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما‏}‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف‏.‏

5531- وعن ابن عباس قال‏:‏ ‏{‏فلا جناح عليه أن يطوف بهما‏}‏ منفّلة، فمن ترك فلا بأس‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه العباس بن الفضل الأنصاري وهو متروك‏.‏

5532- وعن أبي الطفيل قال‏:‏ قلت لابن عباس‏:‏ يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة‏؟‏ قال‏:‏ صدقوا إن إبراهيم عليه السلام لما أمر بالمناسك اعترض عليه الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم‏.‏

رواه الطبراني في حديث طويل - يأتي في رمي الجمار إن شاء الله - ورجاله ثقات‏.‏

5533- وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سعى في بطن المسيل قال‏:‏

‏"‏اللهم اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس‏.‏

5534- وعن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء مكاناً من دار يعلى - نسبه عبيد الله - استقبل البيت فدعا‏.‏

رواه أحمد ورواه أيضاً عن عبد الرحمن بن عبد الله بن طارق عن أبيه‏.‏ ورواه أبو داود وغيره عن عبد الرحمن بن طارق عن أمه‏.‏ وعبد الرحمن هذا لم أجد من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب الخطبة قبل التروية

5535- عن محمد بن عبد الله الثقفي قال‏:‏ شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم قال‏:‏ ما شعرنا حتى خرج - علينا قبل يوم التروية بيوم وهو محرم - رجل كهيأة كهل جميل فأقبل فقالوا‏:‏ هذا - يا أمير المؤمنين - فرقى المنبر وعليه ثوبان أبيضان ثم سلم عليهم فردوا عليه السلام ثم لبى بأحسن تلبية سمعتها قط ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ أما بعد فإنكم جئتم من آفاق شتى وفوداً على الله تعالى فحق على الله أن يكرم وفده، فمن جاء يطلب ما عند الله فإن طالب الله لا يخيب، فصدقوا قولكم بفعل، فإن مِلاك القول الفعل والنية، النية القلوب، الله الله في أيامكم هذه فإنها أيام يغفر فيها الذنوب‏.‏ جئتم من آفاق شتى في غير تجارة ولا طلب مال ولا دنيا ترجون ههنا‏.‏ ثم لبى ولبى الناس وتكلم بكلام كثير‏.‏ ثم قال‏:‏ أما بعد فإن الله عز وجل قال في كتابه‏:‏ ‏{‏الحج أشهر معلومات‏}‏ قال‏:‏ وهي ثلاثة أشهر‏:‏ شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة ‏{‏فمن فرض فيهن الحج فلا رفث‏}‏ لا جماع ‏{‏ولا فسوق‏}‏ لا سباب ‏{‏ولا جدال‏}‏ لا مراء ‏{‏وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى‏}‏‏.‏ وقال عز وجل‏:‏ ‏{‏ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم‏}‏ فأحل لهم التجارة‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏{‏فإذا أفضتم من عرفات‏}‏ وهو الموقف الذي يقفون عنده حتى تغيب الشمس ثم يفيضون منه‏:‏ ‏{‏فاذكروا الله عند المشعر الحرام‏}‏ قال‏:‏ وهي الجبال التي يقفون المزدلفة ‏{‏واذكروه كما هداكم‏}‏ قال‏:‏ ليس هذا يوم، هذا لأهل البلد كانوا يفيضون من جمع، ويفيض الناس من عرفات، فأبى الله لهم ذلك فأنزل‏:‏ ‏{‏ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس‏}‏ إلى

‏{‏مناسككم‏}‏‏.‏ قالوا‏:‏ وكانوا إذا فرغوا من حجتهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله عز وجل بعام‏:‏ ‏{‏فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار‏}‏ قال‏:‏ يعملون في دنياهم لآخرتهم زمتهم ودنياهم‏.‏ قال‏:‏ ثم قرأ حتى بلغ‏:‏ ‏{‏واذكروا الله في أيام معدودات‏}‏ قال‏:‏ وهي أيام التشريق فذكر الله فيهن بتسبيح وتحميد وتهليل وتكبير وتمجيد‏.‏ قال‏:‏ ثم ذكر مهل الناس‏.‏ قال‏:‏ مهل أهل المدينة من ذي الحليفة ومهل أهل العراق من العقيق ومهل أهل نجد وأهل الطائف من قرن وأهل اليمن من يلملم‏.‏ قال‏:‏ ثم دعا على كفرة أهل الكتاب فقال‏:‏ اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يجحدون بآياتك ويكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك اللهم عذبهم واجعل قلوبهم قلوب نساء فواجر - في دعاء كثير - ثم قال‏:‏ إن ههنا رجالاً قد أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة بأن يقدم الرجل من خرسان مهلاً بالحج حتى إذا قدم قالوا‏:‏ أحل من حجك بعمرة ثم أهل بحج من ههنا والله ما كانت المتعة إلا لمحصر‏.‏ ثم لبى ولبى الناس‏.‏ فما رأيت يوماً قط كان أكثر باكياً من يومئذ‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن المرزبان وقد وثق وفيه كلام كثير وفيه غيره ممن لم أعرفه‏.‏

 أبواب في منى وعرفة والمزدلفة

  باب الخروج إلى منى وعرفة

5536- عن عبد الله بن عمر رحمه الله أنه كان يستحب إذا استطاع أن يصلي الظهر ‏[‏بمنى من‏]‏ يوم التروية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم التروية بمنى‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

5537- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل يوم التروية بيوم‏:‏

‏"‏منزلنا غداً إن شاء الله بالخيف الأيمن حيث استقسم المشركون ‏[‏على الكفر‏]‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات‏.‏

5538- وعن عبد الله بن الزبير قال‏:‏ من سنة الحاج أن يصلي يوم التروية الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح بمنى ثم يغدو فيقبل حيث كتب الله له ثم يروح إذا زالت الشمس فيخطب الناس ثم ينزل فيجمع بين الصلاتين الظهر والعصر ثم يقف بعرفة فيدفع إذا غابت الشمس ثم يصلي المغرب حيث قدر الله له أن يصلي ثم يقف بالمزدلفة فإذا طلع الفجر صلى الصبح ثم يدفع إذا أصبح فإذا رمى الجمرة فقد حل له ما حرم عليه إلا النساء حتى يطوف بالبيت‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب بن الليث‏:‏ ثقة مأمون، وضعفه الأئمة أحمد وغيره‏.‏

5539- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ أفاض جبريل بإبراهيم عليهما السلام إلى منى فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح‏.‏ ثم غدا من منى إلى عرفات فصلى به الصلاتين ثم وقف حتى غابت الشمس ثم أتى به المزدلفة فنزل بها فبات بها ثم قال‏:‏ فصلى كأعجل ما يصلي أحد من المسلمين ثم دفع به إلى منى فرمى وذبح وحلق‏.‏ ثم أوحى الله عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين‏}‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير بأسانيد ورجال بعضهما رجال الصحيح‏.‏ وفي بعض طرقها‏:‏ أتى رجل عبد الله بن عمرو فقال‏:‏ إني مضعف من الحمولة مضعف من

أهل، أفَترى لي أن أتعجل‏؟‏ فقال له عبد الله بن عمرو‏:‏ قدم إبراهيم صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وطاف بين الصفا والمروة ثم راح فصلى الظهر بمنى‏.‏ فذكر نحوه‏.‏

  باب في عرفة والوقوف بها

5540- وعن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏كل عرفات موقف وارفعوا عن بطن عرنة، وكل مزدلفة موقف وارفعوا عن محسر، وكل فجاج منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏وكل فجاج مكة منحر‏"‏‏.‏ ورجاله موثقون‏.‏

5541- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏عرفة كلها موقف‏.‏ ومنى كلها منحر‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

5542- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كل مزدلفة مشعر وارتفعوا عن بطن عرنة، وكل عرفات موقف وارتقعوا عن وادِ محسر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

5543- وعن مجاهد عن ابن عباس - لا أعلمه إلا قال - ‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الحج عرفات‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه خصيف وثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره‏.‏

5544- وعن ربيعة بن عباد عن أبيه قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً مع المشركين بعرفات ثم رأيته بعد ما بعث واقفاً في موقفه ذلك فعلمت أن الله عز وجل وفقه لذلك‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط‏.‏

5545- وعن عبد العزيز بن قيس العبدي قال‏:‏ سمعت ابن عباس يقول‏:‏ كان فلان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن ‏[‏قال‏:‏ وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه بيده من خلفه مراراً، قال‏:‏ وجعل الفتى يلاحظ عليهن‏]‏ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ابن أخي إن هذا يوم مَن ملَك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير وقال‏:‏ كان الفضل بن عباس رديف، ورجال أحمد ثقات‏.‏

5546- وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل يباهي ملائكته بأهل عرفة عشية عرفة فيقول‏:‏ انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الصغير والكبير ورجال أحمد موثقون‏.‏

5547- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله يباهي الملائكة بأهل عرفات يقول‏:‏ انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5548- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من قال ليلة عرفة هذه العشر كلمات ألف مرة لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إلا قطيعة رحم أو مأثم‏:‏ سبحان الذي في السماء عرشه سبحان الذي في الأرض موطئه سبحان الذي في البحر سبيله سبحان الذي في النار سلطانه سبحان الذي في الجنة رحمته سبحان الذي في القبور قضاؤه سبحان الذي في الهواء روحه سبحان الذي رفع السماء سبحان الذي وضع الأرض سبحان الذي لا منجا منه إلا إليه‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه عزرة بن قيس ضعفه ابن معين‏.‏

5549- وعن ابن عباس قال‏:‏ كان فيما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع‏:‏

‏"‏اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي لا يخفى عليك شيء من أمري أنا البائس الفقير المستغيث المستجير المشفق المقر المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل

وأدعوك دعاء الخائف الضرير من خضعت لك رقبته وفاضت لك عيناه وذل جسده ورغم لك أنفه اللهم لا تجعلني بدعائك شقياً وكن بي رؤوفاً رحيماً يا خير المسؤولين ويا خير المعطين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والصغير وزاد‏:‏ ‏"‏الوجل المشفق‏"‏‏.‏ وفيه يحيى بن صالح الأبلي قال العقيلي‏:‏ روى عنه يحيى بن بكير مناكير، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

5550- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة‏:‏

‏"‏لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله موثقون‏.‏

5551- وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا كان عشية عرفة لم يبق أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان إلا غفر له‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أهل عرفة خاصة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بل للمسلمين عامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف جداً‏.‏

5552- وعن طالب بن سلمى بن عاصم بن الحكم قال‏:‏ حدثني بعض أهلنا أنه سمع جدي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ‏:‏

‏"‏إلا إن الله نظر إلى هذا الجمع فقبل من محسنهم وشفع محسنهم في مسيئهم فتجاوز عنهم جميعاً‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفي إسناده من لم أعرفهم‏.‏

5553- وعن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقال رجل‏:‏ يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهاد في سبيل الله‏؟‏ قال‏:‏ هن أفضل من عدتهن جهاد في سبيل الله إلا عفيراً يعفر وجهه في التراب‏.‏ وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول‏:‏ انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً صاحين جاؤوا من كل فج عميق ولم يروا رحمتي ولم يروا عذابي، فلم أر يوماً أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة‏"‏

رواه أبو يعلى وفيه محمد بن مروان العقيلي وثقه ابن معين وابن حبان وفيه بعض كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

ورواه البزار إلا أنه قال‏:‏ أفضل أيام الدنيا أيام العشر‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث في فضل عشر ذي الحجة في كتاب الأضاحي إن شاء الله‏.‏

  باب في غسل يوم عرفة

5554- عن عبد الرحمن بن يزيد قال‏:‏ اغتسلت مع ابن مسعود يوم عرفة تحت الأراك‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام‏.‏

  باب في الخطبة يوم عرفة

5555- عن عبد المجيد العقيلي قال‏:‏ انطلقنا حجاجاً ليالي خرج يزيد بن المهلب وقد ذكر لنا أن ماء بالعالية يقال له‏:‏ الزجيح فلما قضينا مناسكنا جئنا حتى أتينا ‏[‏الزجيج، فأنخنا رواحلنا، قال‏:‏ فانطلقنا حتى أتينا‏]‏ على بئر عليها أشياخ مخضوبون يتحدثون قلنا‏:‏ هذا الذي صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أين بيته‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم ‏[‏صحبه، وهذاك‏]‏ بيته‏.‏ وأومؤوا هذاك بيته‏.‏ قال‏:‏ فانطلقنا حتى أتينا البيت فسلمنا فأذن لنا فإذا شيخ كبير مضطجع يقال له‏:‏ العدا بن خالد الكلابي قلت‏:‏ أنت الذي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم ولولا هو الليل لأقرأتكم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي فمن أنتم‏؟‏ قلنا‏:‏ من أهل البصرة‏.‏ قال‏:‏ مرحباً بكم ما فعل يزيد بن المهلب‏؟‏ قلنا‏:‏ هو هناك يدعو إلى كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ فيما هو من ذاك‏؟‏ قلنا‏:‏ أيا نتبع هؤلاء أو هؤلاء - يعني أهل الشام أو يزيد‏؟‏ - قال‏:‏ إن تقعدوا تفلحوا وترشدوا‏.‏ ولا أعلمه إلا قال ثلاث مرات‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وهو قائم في الركابين ينادي بأعلى صوته‏:‏

‏"‏يا أيها الناس أي يوم يومكم هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ أي شهر شهركم هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ ‏"‏فأي بلد بلدكم هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ ‏"‏‏[‏يومكم يوم حرام و‏]‏ شهركم شهر حرام‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقال‏:‏ ‏"‏ألا إن دمائكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم تبارك وتعالى فيسألكم عن أعمالكم‏"‏ قال‏:‏ ثم رفع يديه إلى السماء قال‏:‏ ‏"‏اللهم اشهد عليهم‏"‏‏.‏ ذكر مرراً‏.‏فلا أدري كم ذكر‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود منه‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائماً في الركابين‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال‏:‏ بماء يقال له‏:‏ الرجيع‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏أليس هذا شهر حرام وبلد حرام ويوم حرام‏؟‏‏"‏‏.‏ ورجال الطبراني موثقون‏.‏ قلت‏:‏ وتأتي بقية الخطب بعد هذا إن شاء الله‏.‏

  باب فيمن أدرك عرفات

5556- عن عروة بن مضرس ‏[‏بن أوس‏]‏ بن حارثة بن لام أنه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدرك الناس إلا ليلاً وهو بجمع فانطلق إلى عرفات فأفاض منها ثم رجع فأتى جمعاً فقال‏:‏ يا رسول الله أعملت نفسي وأنضيت راحلتي فهل لي من حج‏؟‏ فقال‏:‏

‏"‏من صلى معنا صلاة الغداة بجمع ووقف معنا حتى نفيض وقد أفاض قبل ذلك من عرفات ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في السنن خلا رجوعه إلى عرفة ومجيئه منها‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه إلا أنه قال‏:‏ والله ما تركت جبلاً من الجبال وقفتم عليه إلا وقفت عليه‏.‏

ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

5557- وفي رواية الطبراني في الكبير‏:‏ عن عروة بن مضرس أنه أتى

رسول الله صلى الله عليه وسلم بجمع قبل أن يفيض فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ يا رسول الله طويت الجبلين ولقيت شدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أدرك إفاضتنا أدرك الحج‏"‏‏.‏

زاد عبد الله بن أحمد في حديثه‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أفرخ روعك‏.‏ من أدرك إفاضتنا هذه فقد أدرك الحج‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في السنن بغير هذا السياق‏.‏ وقوله‏:‏ أفرخ روعك‏:‏ إذا ذهب عنه الحزن‏.‏ هذا معنى ما في النهاية‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه داود بن يزيد الأودي قال ابن عدي‏:‏ لم أر له حديثاً منكراً جاوز الحد إذا روى عنه ثقة‏.‏ وروى عنه شعبة وسفيان وضعفه جماعة‏.‏

5558- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أدرك عرفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمر بن قيس المكي وهو ضعيف متروك‏.‏

وفي رواية في الأوسط‏:‏ ‏"‏قبل أن تطلع الشمس‏"‏‏.‏ ولكن النسخة سقيمة‏.‏

وقد تقدم حديث لابن عباس‏:‏ ‏"‏الحج عرفات‏"‏‏.‏ في باب الوقوف‏.‏

  باب الدفع من عرفة والمزدلفة

5559- عن المسور بن مخرمة قال‏:‏ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏

‏"‏أما بعد فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من هذا الموضع إذا كانت

الشمس على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها وإنا ندفع بعد أن تغيب‏"‏‏.‏ وكانوا يدفعون من المشعر الحرام إذا كانت الشمس منبسطة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5560- وعن أبي بكر الصديق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غربت الشمس بعرفة أفاض ومن المزدلفة قبل طلوع الشمس‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الواقدي ضعفه الجمهور‏.‏

5561- وعن ميسرة الأشجعي عن عبد الله بن عمر أنه حج معه حتى وقف بعرفات فقال له‏:‏ يا ميسرة اسند في الجبل‏.‏ قال‏:‏ ففعلت‏.‏ فلما أفاض الناس ذهبت لأدفع ناقتي فقال لي‏:‏ مه عنقاً بين العنقين‏.‏ فلما قطعت الجبل قلت‏:‏ انزل يا أبا عبد الرحمن‏؟‏ قال‏:‏ سر يا ميسرة‏.‏ فلما دفعنا إلى جمع قام فأذن ثم أقام الصلاة فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء الآخرة ثم أصبحنا ففعل كما فعل في المشعر الأول ثم قال‏:‏ كان المشركون لا يفيضون من عرفات حتى تعمم الشمس في الجبال فتصير في رؤوسها كعمائم الرجال في وجوههم‏.‏ وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يفيض حتى تغرب الشمس‏.‏ وكان المشركون لا يفيضون من جمع حتى يقولوا‏:‏ أشرق ثبير‏.‏ فلا يفيضون حتى تصير الشمس في رؤوس الجبال كعمائم الرجال في وجوههم‏.‏ وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفيض قبل أن تطلع الشمس‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جعفر بن ميسرة الأشجعي وهو ضعيف‏.‏

5562- وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا تدفعوا يوم عرفة حتى يدفع الإمام‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

5563- وعن عبد الرحمن بن يزيد قال‏:‏ حججنا مع ابن مسعود في خلافة عثمان‏.‏ قال‏:‏ فلما وقفنا بعرفة قلنا‏:‏ غابت الشمس‏؟‏ قال ابن مسعود‏:‏ لو أن أمير المؤمنين أفاض الآن كان قد أصاب‏.‏ قال‏:‏ فلا أدري كلمة ابن مسعود كانت أسرع أو إفاضة عثمان‏؟‏ قال‏:‏ فأوضع الناس ولم يرد ابن مسعود على العنق حتى أتينا جمعاً - فذكر الحديث‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5564- وعن ابن عباس قال‏:‏ كان بدء الإيضاع من قبل أهل البادية كانوا يقفون حافتي الناس حتى يعلقوا العصي والجعاب والقعاب فإذا نفروا تقعقعت تلك فنفروا بالناس‏.‏ قال‏:‏ ولقد رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن ذفرئ ناقته لتمس حاركها وهو يقول‏:‏

‏"‏يا أيها الناس عليكم بالسكينة ‏[‏يا أيها الناس عليكم بالسكينة‏]‏‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5565- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفات وهو يقول‏:‏

إليك تغدو قلقاً وضينها * مخالفاً دين النصارى دينها

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف‏.‏ وقال الطبراني‏:‏ ‏[‏وهم عندي أبو الربيع السمان في رفع هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن‏]‏ المشهور في الرواية عن ابن عمر‏:‏ أنه أفاض من عرفات وهو يقول‏:‏

إليك تعدو قلقاً وضينها * مخالفاً دين النصارى دينها

5566- وعن عبد الرحمن بن يزيد قال‏:‏ أفضت مع ابن مسعود من عرفة‏.‏ فلما جاء المزدلفة وقف - يعني عثمان - فلما أسفر قال‏:‏ - يعني ابن مسعود - إن أصاب أمير المؤمنين دفع الآن‏.‏ فما فرغ عبد الله من كلامه حتى دفع عثمان‏.‏

قلت‏:‏ رواه أحمد في حديث طويل وهذا لفظه ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5567- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بجمع فلما أضاء له كل شيء قبل أن تطلع الشمس أفاض‏.‏

رواه أحمد وفيه زمعة بن الصالح وقد وثق وفيه ضعف‏.‏

  باب فضيلة الوقوف بعرفة والمزدلفة

5568- عن عبادة بن الصامت قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة‏:‏

‏"‏أيها الناس إن الله عز وجل تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا

التبعات فيما بينكم ووهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل فادفعوا بسم الله‏"‏‏.‏ فلما كان بجمع قال‏:‏ ‏"‏إن الله قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم تنزل الرحمة فتعمهم ثم تفرق المغفرة في الأرض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده، وإبليس وجنوده على جبل عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل يقول‏:‏ كنت أستفزهم حقباً من الدهر ثم جاءت المغفرة فغشيتهم‏.‏ فيتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

5569- وعن أنس قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الله تطول على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة يقول‏:‏ يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً أقبلوا يضربون إلي من كل فج عميق فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رعيتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنهم جميع ما سألوني غير التبعات التي بينهم‏.‏ فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله فيقول‏:‏ يا ملائكتي عبادي وقفوا فعادوا في الرغبة والطلب فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رعيتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنهم جميع ما سألوني وكفلت عنهم التبعات التي بينهم‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه صالح المري وهو ضعيف‏.‏

  باب تقديم الضعفة من المزدلفة

5570-عن أم سلمة قالت‏:‏ قدمني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن قدم مع ضعفة أهله ليلة المزدلفة قالت‏:‏ فرميت الجمرة بليل ثم مضيت إلى مكة فصليت بها الصبح ثم رجعت إلى منى‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن أبي داود قال ابن القطان‏:‏ لا يعرف‏.‏

  باب الإيضاع في وادي محسّر

5571- عن سعد بن أبي وقاص قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أوضع في وادي محسر‏.‏

رواه البزار وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو كذاب‏.‏

5572- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى محسراً حرك راحلته وقال‏:‏

‏"‏عليكم بحصى الخذف‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث‏.‏

  باب المكبر والملبي

5573- عن أنس قال‏:‏ نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا المكبر ومنا المهل فلم يعب مكبرنا على مهلنا ولا مهلنا على مكبرنا‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

وقد تقدم حديث علي وغيره رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة في باب التلبية‏.‏